كيف تكسبين أهل زوجك وتملكين قلوبهم
عندما نتحدث عن كيف تكسبين أهل زوجك فإننا نضع قواعد عامة للتعامل، تجعل منك شخصيّة مميزة في وسط العائلة الجديدة التي انتميت إليها، وباتباعك هذه القواعد سوف يلحظ الجميع جوانب الرقيّ في تعاملاتك، وحواراتك، وطريقة علاجك للمشكلات والأزمات.
كيف تكسبين أهل زوجك لا يعني أنهم سيحبونك فبعض أنواع الحموات لا يرضين أبدًا عن زوجات أبنائهن، ولكن الهدف أن يحترمونك، ويضعونك في مكانة خاصة مقارنة ببقية الأصهار.
في هذا المقال كيف تكسبين أهل زوجك بعض النصائح المركزة جدًا، وبعض الخطوات العملية التي يجب أن تبادري بها أنسباءك، فتفرضي عليهم أسلوبك، ومنهجك، وتضعي الحدود الضرورية التي تشكل ملامح العلاقة القادمة.
كيف تكسبين أهل زوجك
قبل أن نتحدث عن الخطوات العملية لكسب احترام وتقدير أهل الزوج يجب أن نؤكد أنّه لا كمال لبشر بعد الأنبياء، فالجميع له أخطاء، والجميع يتصرف وفق قناعات فرضتها عليه ظروف النشأة والبيئة.
فأنت لست كاملة أو مبرأة من العيوب، وكذلك أهل زوجك، ومن غير المنطقي أن تفترضي أنهم ملائكة أو يجب أن يكونوا كذلك!
المدخل الأمثل للتعامل مع أهل الزوج أن تعرفي أنك تسعين لاستخراج أفضل ما في نفسياتهم، وأن تحصلي منهم على المعاملة الطيّبة التي تسهم في ترسيخ حياتك الزوجية لا زعزعتها.
والآن احضري ورقة وقلمًا، وحولي هذه القواعد العامة إلى خطوات عملية، وإجراءات تقومين بها مع كلّ شخص في عائلة زوجك ترغبين في كسب احترامه وثقته.
-
طلب النصيحة
من أهم القواعد في موضوع كيف تكسبين أهل زوجك هي اشعارهم بقيمتهم وتقديرهم عبر طلب نصائحهم في الأمور المختلفة.
عندما يشعر والد زوجك أو والدته أو شقيقاته البنات أنك تلجئين إليهم طالبة مشورتهم، فإن ذلك يعني أنك تثقين فيهم وفي رأيهم وتنزلينهم منزلة الأهل.
لن تحتاجي أن تقحميهم في شؤون حياتك الخاصة، ولا في تفاصيل العلاقة الزوجية، وإنما اطلبي مشورتهم في أمور أخرى بسيطة مثل شراء مستلزمات البيت، اقتراح قائمة الطعام المفضلة، طريقة التصرف مع مشكلة عارضة، طلب المساعدة في إنجاز مهمة.
ويجب أن تخصصي المشورة حسب الشخص نفسه حتى يحدث الأثر المطلوب فليس معقولًا أن تطلبي من والد زوجك أن يشير عليك بوصفات أطباق جديدة ولكن أطلبي منه أن ينصحك حول تربية الأبناء مثلًا.
-
المجاملات الاجتماعية
من الأقوال المأثورة الصحيحة تمامًا أن ’’الأفعال أصدق من الكلمات‘‘ فالإنسان يستطيع أن يغرق من أمامه بالكلام المعسول دون مشاعر حقيقية، ولكن تبقى التصرفات والأفعال الدليل الحقيقي على الحبّ والاحترام.
والحياة أخذ وعطاء كما يقولون، ومن أفضل طرق تشبيك العلاقات الاجتماعية وتمتينها أن يشعر الناس أنك معهم، وحولهم، تدعمينهم في المواقف المختلفة.
المجاملات الاجتماعية بمعنى المشاركة في المناسبات الخاصة لأهل الزوج، سواء كانت سعيدة أو حزينة، من أهم الوسائل التي تكسبين بها قلوب عائلتك الجديدة.
وهنا لا أعني المشاركة الروتينية بحضور المناسب وحسب كما يفعل الجميع؛ وإنما أعني ’’الفاعلية‘‘ أي أن يكون لك دور مؤثر في المناسبة، إمّا بالمشاركة في تنظيمها، أو الترتيب لها، أو الدعوة إليها، أو الخدمة فيها.
يجب أن تكوني ركنًا يفتقد إذا اضطررت للغياب عن أي مناسبة اجتماعية خاصة بأهل الزوج لظروف خارجة عن إرادتك، يجب أن يشعر أصهارك بأن لك دورًا ملحوظًا في حياتهم.
المناسبات الاجتماعية كثيرة ومتعددة، فهناك الخطبة والزواج والحمل والولادة، ونجاح الأبناء، والترقيات المهنية، ورحلات الحج والعمرة، وأعياد الميلاد، وهناك المناسبات غير السعيدة مثل المرض، الحوادث، والموت وغيرها.
ماذا يمكنك أن تفعلي في كل مناسبة؟
ما هي نقاط قوتك؟ هل تجيدين الطهي؟ هل تجيدين التنظيم والتنسيق؟ هل تجيدين الرعاية والتمريض؟ ماذا تجيدين أيضًا؟
كيف تستخدمين مواهبك لتفعيل دورك في الحياة الاجتماعية لأهل زوجك؟
كيف تصبحين مكونًا رئيسيًا في كلّ مناسباتهم الاجتماعية لا يستطيعون الاستغناء عنه؟
هذه مهمتك!!
-
فكري قبل أن تتحدثي
في سراديب العائلة الواحدة هناك علاقات متشابكة من الحب والكراهية والغيرة والغضب المتبادل. وعندما تجلسين مع كل طرفٍ بمفرده سيكون عليك أن تسمعي أراءهم في بعضهم البعض.
وهنا يأتي السؤال الأهم إلى طرف تنحازين؟
هل تأخذين جانب الشخص المتحدث فتشاركي في نقد أو إظهار عيوب الطرف الآخر الغائب، أم تدافعين عنه؟
فإذا افترضنا أن زوجة أخ لزوجك تحادثك عن حماتكما، فتذكر لك قسوتها، وتسلطها، وتشتكي من معاملتها السيئة، ماذا عليك أن تفعلي؟
فكري قبل أن تتحدثي!
وهذا يعني أنه ليس عليك أن تنحازي إلى طرف دون الآخر، ولا أن تجاملي المتحدث بمسايرته في الشكوى، فمن يتحدث عن الآخرين بالسوء أمامك سوف يتحدث عنك بالسوء في غيابك.
عليك أن تكوني واضحة منذ البداية فلا تنساقي إلى أحاديث الغيبة، ولا تشاركي فيها، أعلني لكل من يحاول أم يجرّك إلى هذا المنزلق أنك لا تقبلين أن يذكر أحد أمامك بسوء.
وإذا عجزت عن ذلك لسبب أو لآخر، فاتخذي موقفًا وسطًا، فحاولي أن تقربي بين وجهات النظر المختلفة، دون أن يكون لك ميل واضح إلى طرف دون طرف.
-
تحدثي عنهم بالخير
وصف ربنا عزوجل الكلمة الطيبة بأنها شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وهذا الوصف يستدعي إلى الذهن صورة شجرة ضخمة وارفة الظلال، يحتمي الناس تحتها من حرّ الصيف، وأمطار الشتاء، وعناء الحياة.
وهكذا ما نقوله عن الآخرين، وما نصفهم به يضفي إلى حياتنا ظلالًا من الأمن والطمأنينة والسكينة والعكس بالعكس فالكلمات الخبيثة تجعل الإنسان في نكد دائم وحياة غير مستقرة.
وأنا لا أطالبك أن تمنحي أهل زوجك صفات ليست فيهم، ولكن أدعوك لإعادة اكتشاف الصفات الطيبة فيهم، وتذكر المواقف الحسنة التي عاملوك فيها بإحسان.
عندما تبرزين مثل هذه الصفات في حديثك عن أهل زوجك أمام جيرانك وأهلك وأطفالك وزوجك، وأمامهم هم أيضًا فإنك تغرسي شجرة المحبّة في قلوبهم، ومهما كان الإنسان فظًا غليظ القلب فإنّ الكلمة الحلوة تلين قلبه، وتكسر حدة غضبه.
-
لا تنتقدي زوجك أمامهم
أسوأ ما تفعلينه يومًا أن تنتقدي زوجك بألفاظ جارحة أو أن تبرزي عيوبه ونقائصه أمام أهله، فهكذا أنت تعيبين تربيتهم، وتنتقدينهم من حيث لا تشعري.
وأنا أكتب هذه النقطة تحديدًا من موضوع كيف تكسبين أهل زوجك الحصري لموقع مجلة رقيقة لا بد أن أذكر قصة نبي الله ابراهيم عليه السلام مع زوجتي ابنه اسماعيل التي تداولتها كتب السير وتقول:
الزوجة الأولى
أن إبراهيم زار إسماعيل عليهما السلام بعد زواجه، فلم يجده، فسأل امرأته عنه فقالت: خرج يصيد لنا، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بشرّ، نحن في ضيق وشدة، وشكت إليه، قال: فإذا جاء زوجك اقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئاً، فقال: هل جاءكم من أحد؟ قالت: نعم، جاءنا شيخ كذا وكذا فسألنا عنك فأخبرته، فسألني: كيف عيشنا فأخبرته أنا في جهد وشدة، قال: فهل أوصاك بشيء؟ قالت نعم أمرني أن أقرأ عليك السلام ويقول: غير عتبة بابك. قال: ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك. فطلقها وتزوج مرة أخرى.
الزوجة الثانية
فلبث عنهم إبراهيم ما شاء اللَّه ثم أتاهم بعد فلم يجده فدخل على امرأته فسأل عنه، قالت خرج يصيد لنا، قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بخير وسعة وأثنت على اللَّه تعالى، فقال: ما طعامكم؟ قالت اللحم، قال: فما شرابكم؟ قالت الماء، قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء. قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ولم يكن لهم يومئذ حَبّ ولو كان لهم دعا لهم فيه.
قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومريه أن يثبت عتبة بابه. فلما جاء إسماعيل قال: هل أتاكم من أحد؟ قالت: نعم أتانا شيخ حسن الهيئة وأثنت عليه، فسألني عنك فأخبرته، فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنّا بخير. قال: فأوصاك بشيء؟ قالت نعم يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك. قال: ذاك أبي وأنت العتبة أمرني أن أمسكك.
وهكذا من هذا الموقف من سيرة أبي الأنبياء ابراهيم وابنه الذبيح عليهما السلام نتعلم كيف تتحدث الزوجة عن زوجها في غيابه لا سيّما في حضور أهله.
-
تقبلي الأعذار
كيف تكسبين أهل زوجك وأنت تقفين لهم على كل موقف، ولا تمررين لهم أخطاءهم ولا تتقبلين أعذارهم؟
أتفهم أنك بعد هذا الجهد الكبير الذي تبذلينه لمعاملتهم معاملة راقية حسنة تتوقعين أن يعاملوك بالمثل، ولكن تذكري أنك تفعلين هذا من أجل زواجك واستقرار حياتك وليس لمجرد كسب ودهم.
إذا قصّر أهل زوجك في مبادلتك الإحسان بالإحسان، أو تقاعسوا عن مدّ يد العون لك كما فعلتِ، أو لم يردوا الحسنة بمثلها، فاحتسبي ما تفعليه عند الله بنية إصلاح زواجك، والله لا يضيع أجر المحسنين.
ولا تتوقفي عن الأمور الجيدة التي تفعلينها لك، ولا تستجيبي لوسوسة الشيطان لردّ الإساءة بمثلها، ولا تسمعي لغيرك ممن يرون في معادة أهل الزوج دليلًا على استقلالية الزوجة.
فالمدخل الأكيد لقلب زوجك هم أهله وعائلته.