الاستخارة هي طلب كل ما هو خير من الله لأنه عالم الغيب والشهادة، وهي سُنة عن النبي محمد “صلي الله عليه وسلم” وصحابته لمن ينوي الخوض في أمر ما سواء زواج أو عمل أو سفر، ودعاء الاستخارة واحد وثابت لكل أمر نرغب في تحقيقه بشرط أن نُسمي هذا الأمر باسمه وذلك بعد أن نُصلي ركعتين من غير الفريضة، وفي السطور القادمة سنتعرف على نص الدعاء والأوقات المستحبة ومعرفة نتيجة الاستخارة.
دعاء الاستخارة
نُقبل على أمور كثيرة في حياتنا وتنتابنا الحيرة وعدم القدرة على اتخاذ القرار الصائب، سواء في عمل جديد أو زواج أو سفر، فنلجأ لصلاة الاستخارة والتي يطلب فيها الشخص الخيرة من الله بين أمور دنياه، حيث يدعو الله بأن يختار له ما فيه الخير ويصرف عنه الشر.
ويُفضل أن يكون دعاء الاستخارة قبل النوم حيث يُصلى ركعتين من غير الفريضة ويُسلم ويحمد الله ويُصلي على النبي ويدعو بنص هذا الدعاء الذي رواه الإمام البخاري:
“اللهُمَّ إنِّي أسْتَخيرُكَ بعِلْمِكَ، وأسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأسْألُكَ مِنْ فضلِكَ العَظِيم، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولا أعْلَمُ، وأنْتَ عَلاَّمُ الغُيوبِ، اللهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أن هذَا الأمرَ -ويسمي الشيء الذي يريده- خَيرٌ لي في دِيني ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمْري عَاجِلهِ وآجِلِهِ فاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لي، ثمَّ بَارِكْ لي فيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمري عَاجِلِهِ وآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، واقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي بِهِ”.
صلاة الاستخارة للزواج
الزواج من الأمور المصيرية التي ينبغي التأني فيها وعدم التسرع، فقد يكون الرجل أو المرأة في حيرة من أمرهم في اختيار الشخص المناسب، وفي هذه الحالة لابد من اللجوء لله تعالي بالدعاء لمعرفة ما إذا كان هذا الشخص هو المناسب أم لا؟، حيث تظهر علامات في المنام تؤكد أن الخطيب أو الخطيبة مناسب والعكس صحيح، وقد لا تظهر علامات في المنام ويشعر الشخص بعد أن يستيقظ براحة نفسية تجاه الخطيب أو الخطيبة.
ودعاء الاستخارة للخطوبة أو الزواج واحد استناداً لحديث الرسول “ص”: أنه إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ ويقول:
“اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الزواج خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الزواج شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي به”.
دعاء الاستخارة بدون صلاة
هل يجوز قول دعاء الاستخارة بدون صلاة؟، نعم حيث أوضح عدد كبير من المشايخ بأنه يجوز الدعاء بدعاء الاستخارة دون صلاة ركعتين من أجل التخلص من الحيرة واتخاذ القرار المناسب في أي أمر مصيري، وقد تكون هناك ظروف صحية شديدة تمنع الشخص من الصلاة أو في فترة الحيض لدى النساء وبالتالي لا يوجد أي مانع من التضرع إلى الله بالدعاء خاصة في الثلث الأخير من الليل.
قد يهمك أيضاً: دعاء الرزق المستجاب والفرج
كيفية صلاة الاستخارة ووقتها
صلاة الاستخارة سُنة وليست فريضة والدعاء فيها يكون بعد التسليم من الصلاة، حيث يتوضأ الشخص بنية صلاة الاستخارة، ويُصلي ركعتين ويقرأ في أول ركعة سورة الفاتحة والكافرون، وفي الركعة الثانية الفاتحة وسورة الإخلاص ثم التسليم بعد نهاية الصلاة.
بعد ذلك يقول الشخص الحمد لله ويُصلي على الرسول صلي الله عليه وسلم وبعدها يقول دعاء الاستخارة مع تسمية الشيء الذي تنتابه الحيرة فيه، ويُفضل أن يكون الدعاء بعد صلاة العشاء أو في الثلث الأخير من الليل وبعد أن ينام الشخص قد يرى علامات تدل على الخوض في الأمر الذي يحتار فيه أو علامات أخرى تُبعده عن هذا الأمر.
ولكن لابد من التوكل على الله حق التوكل فقد لا تظهر أي علامات في المنام ولكن إذا أراد الله أن يُتمم هذا الأمر ستجد الأمور يسيره وستشعر براحة نفسية، أما إذا كان الأمر به شر فإن الله سيصرفه عنك.
وأفضل وقت لصلاة الاستخارة هو الثلث الأخير من الليل قبل صلاة الفجر، حيث روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
“يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ” رواه البخاري ومسلم.
حكم صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة سُنة عن الرسول “ص” حيث علمنا الاستخارة في كل أمور حياتنا فيفوض العبد أمره لله لتخييره في الأمور التي يعلم الصواب فيها من الخطأ كالزواج أو الالتحاق بعمل جديد أو السفر، ويجب على المستخير ألا يكون متعجلاً في نتيجة صلاة الاستخارة، فلا يُشترط أن يرى نتيجتها في المنام على هيئة رؤية ترمز للخير أو الشر، بل قد تظهر في صورة اطمئنان للقلب والشعور بالراحة النفسية.
ويُفضل تكرار صلاة الاستخارة أكثر من مرة حتى يصل لمراده ويعلم الخير من الشر في الأمر الذي يسير فيه.
نتيجة صلاة الاستخارة
تظهر نتيجة صلاة الاستخارة كما ذكرنا في الغالب في صورة رؤية تهدى الرائي لطريق الصلاح فلا يشترط أن تكون في نفس الأمر الذي استخار الله فيه، وقد تكون رؤية فيها إشارات تبعده عن الأمر الذي استخار فيه، وقد تكون النتيجة في الواقع على هيئة تيسير للأمور ففي حال استخار الشخص الله تعالى من أجل الزواج من فتاة ما ورأ ىأن الأمور تسير بشكل جيد ولا يوجد أي عقبات أو مصاعب، فهذا يرمز لصلاح هذا الزواج وأن الله يرى فيه خيراً للطرفين والعكس صحيح.
وفي حال كان الرجل ينوي شراء منزل معين ورأى أن هناك عقبات ومصاعب تقف أمامه فهذه إشارة من الله لصلاة الاستخارة بأن هذا الشراء ليس فيه خيراً والعكس صحيح، وبالنسبة لمن صلى الاستخارة عند دخوله في عمل جديد وكانت الأمور سهلة وبها تيسير فإن هذا يدل عل توفيق الله له في هذا العمل وهنا نتيجة الاستخارة واضحة.
هل يجوز قراءة دعاء الاستخارة من الهاتف
هناك تساؤل حول إمكانية قراءة دعاء الاستخارة من الهاتف فهل يجوز؟، نعم يجوز قراءة الدعاء من الهاتف خاصة للغير قادرين على حفظه لسهولة ترديده ويُفضل الثناء على الله بالحمد والشكر والصلاة على النبي قبل قوله.
قد يهمك أيضاً:
في النهاية فإن صلاة الاستخارة مهمة جداً عند الحيرة بين أمرين لا نعلم الشر من الخير فيهما، حيث نوكل الله أمرنا باختيار ما هو خير لنا في ديننا ودنيانا وأن يصرف عنا كل ما هو شر.
