كيف تختارين وضع الرضاعة للطفل المريض؟

المقصود بالارتجاع أو “الترجيع”: أن يقوم الرضيع بإعادة بعض لبن الرضاعة من معدته عبر الفم مرة أخرى, ويحدث هذا الأمر عندما تفشل عضلة مقدمة المعدة في الاحتفاظ بالطعام داخل المعدة مما قد يتسبب في حرقة(حرقان) يؤدي إلى بكاء الرضيع وربما رفض الرضاعة.

أفضل أوضاع الرضاعة الطبيعية للمولود الذي يعاني من الارتجاع هي الرضاعة في الوضع العمودي أو وضع حقيبة اليد حيث يساعد بقاء جسم الطفل منتصباً في تحسين عملية الهضم.

أما إذا أظهر الطفل رفض الرضاعه بسبب الترجيع فيمكن للأم أن ترضعه وهي واقفة أو متحركة فهذا سيؤدي إلى تهدئته وتشجيعه على الرضاعة.

من المهم أيضاً عقب انتهاء الرضاعة أن تحرص الأم على بقاء الطفل في وضع عمودي (واقفاً) لمدة تتراوح ما بين 15-20 دقيقة, كما عليها أن تتجنب أرجحته بزاوية 45 درجة حيث يسبب ذلك ضغطاً على العضلة العاصرة في المريء مما يزيد من عملية الارتجاع.

تتكون الغازات في بطن الرضيع من عدة أسباب منها عدم التقام الثدي بشكل صحيح أثناء الرضاعه مما يؤدي إلى تسرب الهواء إلى المعدة, أو لتكون بعض أنواع البكتريا الضارة في معدة الطفل لسبب أو لأخر كالتلوث مثلاً, كما يحدث في بعض الأحيان أن يتأثر المولود بنوعية الطعام التي تتناولها الأم فإذا لاحظت أن تناولك أصنافاً مثل الكرنب, القرنبيط, الفول, البصل ترتبط مع إصابة رضيعك بالغازات فعليك التقليل منها في وجباتك الغذائية.

أنسب أوضاع الرضاعة الطبيعية للأطفال الذين يعانون من تكون الغازات هي الأوضاع العمودية مرة أخرى حيث ستتمكن الأم من الحفاظ على تدفق اللبن إلى أسفل معدة الطفل بشكل جيد.

والأهم من أوضاع الرضاعه هو التحكم في التقام الرضيع للثدي حيث يجب أن تحرص الأم على التحكم في جرعات اللبن التي يمتصها الطفل بحيث لا تكون سريعة حتى لا تسبب له عسر هضم ينتج عنه الغازات, ولا أن يترك الطفل الثدي لفترات طويلة حتى لا يدخل الهواء إلى معدته.

إذا تعرض طفلك للبرد وأدى ذلك إلى إغلاق الأنف وصعوبة التنفس فإن ذلك سيؤدي بالطبع إلى صعوبة في الرضاعة لأن أغلب وضعيات الرضاعة الطبيعية يكون فيها أنف الرضيع شبه ملتصق بثدي الأم, لذا عليك أن تجربي الرضاعة في وضع الاستلقاء على الظهر أو الوضع العمودي حيث سيتيح ذلك مساحة أكبر للطفل للتنفس.

إذا لاحظت الأم أن الطفل يعاني من مشكلة في التقام حلمة الثدي فعليها أن تجرب أكثر من وضع للرضاعة حتى تستقر على الوضع الذي يتناسب معها (حجم الثدي- حجم الحلمات) ومع رضيعها (حجم الفم-قوة أو ضعف عضلات المص) وإن كانت أغلب النصائح تدعو إلى البدء في تجربة الرضاعة بوضع الفراش المعكوس الذي يتيح للأم رؤية حركة فم الطفل وقدرته على الامتصاص أو وضع حقيبة اليد الذي يعطي سيطرة كاملة للأم على رأس الطفل فتسطيع توجيهه ناحية الثدي بوضوح حتى يحصل على جرعة رضاعة كافية ومشبعة.