الرضاعة الطبيعية و التسنين
تعتقد كثير من الأمهات أن بدء الطفل في عملية التسنين هو نهاية مرحلة الرضاعة الطبيعية لما يسببه عض الطفل من آلام للأم خلال جلسات الإرضاع؛ إلا أن ذلك الاعتقاد خاطئ تماماً فلو أن رضاعة الطفل كانت تتم بشكل صحيح لما شعرت الأم بالألم حتى لو كان فم الرضيع مملوءً بالأسنان!!
الرضاعة الطبيعية و التسنين
من المستحيل جسدياً أن يرضع الطفل و يقوم بالعض في نفس الوقت لأن وضع التقام الثدي الصحيح يجبر لسان الطفل على تغطية منطقة الأسنان تماماً خلال الرضاعة.
ارتباط مرحلة التسنين بعض الثدي ارتباط مؤقت تستطيع الأم بقليل من المثابرة و التدريب أن تمنع طفلها منه, وهناك أطفال لا يقومون بالعض مطلقاً بينما ينساق أخرون خلف الرغبة الغريزية في تجربة الأسنان الجديدة و لهؤلاء يمكن توفير أكثر من بديل عن ثدي الأم.
تعتمد طرق منع عض الطفل لثدي الأم خلال فترة التسنين على عدة عوامل منها عمر الرضيع, حالته المزاجية, مثابرة الأم, ومع تعدد هذه الطرق تحتاج كل أم إلى تجربة أكثر من طريقة للوصول إلى الاختيار الأمثل الذي يناسب شخصية طفلها.
متى يحدث عض الثدي أثناء الرضاعة؟
1) عض الثدي في نهاية جلسة الإرضاع
تقع أغلب حالات عض الثدي في مرحلة التسنين في نهاية جلسة الرضاعة عندما يبدأ الطفل في الشعور بالشبع و الملل, فإذا كانت الأم تعاني من هذه المشكلة فعليها مراقبة علامات شبع الطفل و إخراج الثدي من فم الطفل قبل أن يبدأ في الملل.
من ضمن العلامات التي يمكن تلاحظها الأم أيضاً و هي تسبق بداية العض تحرك فك الطفل بشكل متوتر و سحب لسانه إلى الخلف بعيداً عن وضعه الطبيعي.
2) العض بسبب التسنين
عندما تبدأ مرحلة التسنين يشعر الطفل بالانزعاج و يبدأ في الصراخ مما قد يخيل للأم أنه يرغب في الرضاعة فتقوم بوضعه على صدرها, و بدلاً من أن يقوم بالرضاعة يقوم بالعض لذلك من المهم معرفة علامات جوع الطفل المميزة و اعطائه “عضاضة” طبية إذا بدا عليه الانزعاج في غير وقت جلسات الرضاعة الطبيعية مع محاولة التواصل معه لشرح الفرق بين العضاضة و ثدي الأم.
3) العض في بداية جلسة الرضاعة
إذا كان الطفل أثناء مرحلة التسنين يقوم بعض ثدي الأم في بداية جلسة الرضاعة فعليك أن تتأكدي أنه يلتقم الثدي بطريقة صحيحة و أنه يفتح فمه بشكل أوسع, أما إذا استمر في العض فجربي أن تعطيه شيئاً بارداً ليمضغه أو عضاضة طبية قبيل بدء جلسة الرضاعة ولا تنسي أن تثني على صغيرك حين يرضع دون عض !!
4) العض لجذب الانتباه
في بعض حالات الأطفال الأكبر سناً يستخدمون عض الثدي أثناء الرضاعة كوسيلة لجذب انتباه الأم و التعبير عن غضبهم من أمر ما مثل اجبارهم على الرضاعة, أو انتزاعهم من اللعب و يكون ذلك مصحوباً غالباً بإشارات أخرى مثل دفع الطفل لأمه بيديه أو محاولة الخروج من قبضتها.
كيف تمنعين طفلك من عض الثدي أثناء الرضاعة؟
من أكثر الطرق فاعلية لتعويد الطفل على الرضاعة الصحيحة أثناء التسنين و تجنب آلام العض أن تقوم الأم بنزع الثدي فور قيام الرضيع بالعض كإشارة للطفل أن الرضاعة و العض لا يجب أن يجتمعا معاً.
تعتمد مدة إبعاد الطفل عن الثدي سواء كانت لثواني أو دقائق على حسب ردة فعله, أما إذا استمر في العض مرة أخرى فيجب إعطائه شيئاً بارداً يمضغه كالعضاضات البلاستيك؛ فإذا أبدى تذمراً و رغبة في الرضاعة فيجب إعطائه فرصة أخرى, أما إذا تذمر لفترة بسيطة ثم انشغل بشيء أخر فيترك حتى يطلب الرضاعة بشكل طبيعي.
من الأمور التي يجب على الأم أن تتجنبها عند عض الطفل الصراخ أو الصياح بصوت مرتفع حيث قد يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية فبعض الأطفال يعتقدون أن هذه الأصوات مداعبة من الأم مما يشجعهم على تكرار العض في كل مرة بينما قد يتسبب هذا الصوت المفاجئ في ذعر البعض الآخر مما قد يؤدي إلى امتناعه عن الرضاعة مرة أخرى.
كيف تتصرفين مع العض المستمر؟
أغلب الأطفال الذين يستغلون جلسة الرضاعة الطبيعية أثناء فترة التسنين لعض الثدي يقومون بالعض لمدة ثوان محدودة ثم ترك الثدي إلا أن بعضهم يطبق بقوة على الثدي و يستمر في العض لمدة أطول في هذه الحالة يجب على الأم التدخل بسرعة بوضع إصبعها بين لثة الطفل العليا و السفلى وسحب الحلمة دون إيذاء فإذا لم تنجح هذه الطريقة تقوم الأم بضم الطفل إليها بشكل قوي مما سيعيق عملية التنفس من الأنف و سيدفع الطفل لفتح فمه تلقائياً مما يمكن الأم من استخراج الثدي أو يمكن استخدام طريقة بديلة بالضغط الرقيق على أنف الطفل لجزء من الثانية.
يجب ألا تجعل الأم من مشكلة عض الطفل للثدي أثناء الرضاعة بسبب التسنين ذريعة لإيقاف و تعطيل فترة الرضاعة الطبيعية بل عليها أن تتعلم الحيل و الأساليب و تستفيد من تجارب أمهات أخريات للتعامل مع هذه المرحلة المؤقتة و أن يكون لدى الأم الإصرار على إفادة صغيرها بلبن الرضاعة طوال الفترة الطبيعية.